[size=16]بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
الصلاة – عبادة ورياضة وصحه ووقاية للجسم : هل فكر أحدنا بسبر أغوار هذا الجانب البدني للصلاة ؟ أو هل فكرنا بما نقوم به من حركات في الصلاة ، وكم عددها في اليوم ، وما هي الفوائد البدنية التي نجنيها منها ؟.
******** الصلاة عبادة وطهارة : أننا نعلم أن الصلاة هي عبادةٌ لله عزَّ وجلَّ، وقد قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } ومن سبل العبادة الصلاة ، كما في قوله تعالى: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي }.
وهذا هو هدف الصلاة الأول والأخير، والله سبحانه وتعالى يجزي من أقامها وأحسن أداءها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.. وهي : ( سبب في رقيه في مدار الإيمان والإحسان بمقدار حضور قلبه وفكره وخشوعه، وسبب في تمكنه في مكارم الأخلاق وبعده عن الفحشاء والمنكر ).
قال الله تعالى: { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا }، وقال تعالى: { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } . وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر )، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ( إنَّ بين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة ) .
للصلاة في الإسلام منزلة عظيمة جدًا، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) لقد عني الإسلام بالصلاة عناية خاصة وأمر بإقامتها والمحافظة عليها في الحضر والسفر، في السلم والحرب، في الأمن والخوف ، في الصحة والمرض، فقال تعالى : { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {238} فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ {239}.. }.
وقد بيَّن القرآن الكريم والسنة المطهرة كيفيتها في السفر والحرب والأمن. وبالصلاة يمحو الله الخطايا، فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ )) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (( فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا )) وعنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ، كفارة لما بينهن ، ما لم تُغش الكبائر )).
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذاقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكموأرجلكم إلىالكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا }.
كما قال في سورة التوبة : { فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين } وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين }
** - كذلك أنها طهرة لجميع أجزاء جسمك من رأس الفم والأنف وألأذنين واليدين والرجلين ومحاشمك ، كلها تكون نظيفه بأذن الله – فكيف وأنت تنضفها خمس مرات في اليوم ، وقد يكون أكثر ..!؟
وهكذا تكرر في القرآن الكريم تأكيد الخالق الحكيم سبحانه وتعالى على قيمة الطهارةبين عباده ،وجعلها واجبة على كل المسلمين فيالوضوءلخمس صلوات في اليوم هيالفرائض، هذا غير النوافل ، كما أنه جل وعلا افترض الغسل الشرعي لتطهير الجسد فيمناسبات عدة للرجال والنساء، ويكفي بيانا لأهمية الطهارة في الإسلام أن أولى خطواتالدخول إلى الإسلام أن يغتسل المرء ثم يتلفظ بعد الغسل بالشهادتين. وقد روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الطهور شطر الإيمان ". ورويالطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: " طهروا هذه الأجساد طهركم الله ".
ولكن إن كان هذا الجزاء وهذه الفوائد يحصل عليها المسلم في الآخرة فمن رحمة الله وفضله وكرمه انه جعل للبدن أيضًا فوائد كثيرة يحصل عليها المسلم في الدنيا ، وهي فوائد عاجلة لا تحصى ، يحصل عليها المسلم بالصلاة بطريقة تلقائية دون أن يلقي إليها بالاً. ومع أن هذه الفوائد البدنية الدنيوية لا تعد شيئًا بالمقارنة مع الفوائد والجزاء في الآخرة إلا أنها مهمةٌ جدًا وأثرها كبير على الجسم من الناحية النفسية والصحية ، وجديرة بأن يعلمها المسلم، ليزداد حمدًا وشكرًا لله الذي منحه هذه الفوائد ، وجعل له الصلاة كلها خيرًا ، لروحه ونفسه وبدنه ، وليعلم غير المسلمين أيضًا بما تفضل الله به وأنعم على المسلمين من الخير الدنيوي والأخروي في هذه الصلاة التي لا يوجد مثلها في المنزلة والمكانة والشكل في أي شريعة أخرى على وجه الأرض...!.
********* الصلاة رياضة : -
فالمسلم حين يؤدي الصلاة فإنه - ودون أن يلقي لذلك بالاً - يقوم بتمارين تشمل جميع البدن من أعلى الرأس إلى أخمص القدم. ففي كل حركة من حركات الصلاة هناك عضلات ومفاصل وأوتار وأربطة .. إلخ ، تشترك جميعًا في تأدية الحركة مما ينتج عنه تقويتها وتنشيطها.
ولو قيل لأحد المصلين إنه يؤدي خمسين حركة كل يوم لأصابته الدهشة ، ومع ذلك فهو - كما سترى فيما بعد إن شاء الله - يؤدي عددًا من الحركات.
فالصلاة عمل بسيط وحركات قليلة وبعض الرياضات قد يمنع من ممارستها بعض الفئات من الناس : كبار السن ، ومرضى القلب على سبيل المثال ، في حين يستطيع هؤلاء أداء الصلا ة ؛ لأن أداءها خال من أي خطورة ، فحركاتها ليست عنيفة بل ناعمة وتؤدى ببطء وهدوء.
كما أن الصلاة ممكنة الأداء لجميع مراحل النمو ، ابتداء من مرحلة الطفولة وحتى آخر يوم في عمر المسلم ؛ لأنها لا تتطلب قدرًا عاليًا من القدرات والاستعدادات أو المواهب الخاصة.
وكلنا يعلم الفوائد الأخرى للصلاة من النواحي الخُلقية والعقلية والاجتماعية والنفسية.
كما أن لها قيمة تربوية في تعويد الفرد النظام والدقة، والمحافظة على المواعيد، والصدق والإخلاص، والتعاون والعمل مع الجماعة، خاصة أنها تؤدى بصورة جماعية وبتوقيت واحد.
فانظر إلى هذه النعم العظيمة التي ينعم الله بها على المسلم بالصلاة ، فمن فضل الله وكرمه وحكمته أن دمج الرياضة أو الحركة - التي هي ضرورية للإنسان - في أكثر العبادات تكرارًا ، ألا وهي الصلاة.
إذًا.. نحن المسلمين لدينا هذه الصلاة ونمارسفيها من الحركات يوميًا أكثر مما يمارسه واحدهم من التمارين ، وعلى الأقل أنيحافظ المسلم على أداء الصلاة عبادةفيكسب منها أنواعًا من الفوائد البدنيةتلقائيًا ، وإن أراد الاستزادة من الحركةفيمكنه أن يمارس بعض أنواع الرياضاتالمفيدة كالجري.
مثلاً : الجري في الهواءالطلق، أو الجري في المكان ( في البيت ) إنلم يرغب بممارسته في الشارع ، ولا أقول المشي لأنه يمارسه فعلاً بالذهاب إلى المسجد خمس مرات في اليوم.
****** وللصلاة فوائد أخرى الله أعلم بها ، يقول الله تعالى: { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {45} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {46} ... } ومن أجل ذلك يدعو الإسلام المريض إلى أداء الصلاة قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا حسب استطاعته.
وجميع هذه الفوائد والمنافع تعود عليك لا على الله عزَّ وجلَّ . والله تعالى لم يفترض عليك الصلاة إلا لصالحك أنت ، وما غضبه عندما لا تؤديها لأنك أصبته بشيء من الضرر، بل لأنك ظلمت نفسك..!.
وإليك الآن هذا الحساب اليسير لواحد من التمارين وهو ( ميل الجذع للأمام ) ، وهذا يؤديه المصلي في ( الركوع ) و ( السجود ).
فالمتمرن يمارس هذا التمرين (10) مرات تقريبًا في الدرس الواحد، ومجموع ثلاث مرات في الأسبوع يكون:
10 × 3 = 30 مرة في الأسبوع.
نحسب الآن كم مرة يؤدي المسلم هذا التمرين في الصلاة في اليوم الواحد. إن مجموع ركعات الفرائض ومتوسط عدد ركعات السنن يكون (30) ركعة، والمعروف أنه في كل ركعة هناك ركوع واحد، فيكون مجموع عدد المرات: (30) مرة في اليوم.
والنتيجة: أن ما يؤديه المتمرن في أسبوع يؤديه المسلم في الصلاة في يوم واحد..! هذا ولم نحسب إلا (الركوع)، فإذا حسبنا أيضًا (السجود) يصبح المجموع كالآتي، مع العلم بأن في كل ركعة سجودين:
30 ركعة × 2 سجود = 60 مرة في اليوم. 60 سجود + 30 ركوع = 90 مرة في اليوم.
أي أن المسلم يؤدي في الصلاة تمرين ( ميل الجذع للأمام ) في اليوم الواحد فقط، ثلاثة أضعاف العدد الذي يؤديه الرياضي لهذا التمرين في أسبوع..!
وكما أن درس التمارين يحتوي على تمارين تشمل أعضاء الجسم الرئيسية : الرأس، الجذع، اليدين ، الرجلين . فإن حركات الصلاة تشمل هذه الأعضاء أيضًا.
أرأيت ما أعجب هذا..؟! فكما ذكرت من قبل ، إن الصلاة عمل سهل وحركات قليلة ولكن إذا أحصيت ما تؤديه فيها من الحركات في اليوم الواحد وجدت أرقامًا مذهلة، ومن ثَم ستكتسب من ذلك فوائد بدنية لا تحصى.
إن الفوائد البدنية للصلاة تحصل نتيجة لتلك الحركات التي يؤديها المصلي في الصلاة من رفع لليدين وركوع وسجود وجلوس وقيام وتسليم وغيره.. وهذه الحركات يشبهها الكثير من التمارين الرياضية التي ينصح الأطباء الناس - وخاصة مرضاهم – بممارستها ، ذلك لأنهم يدركون أهميتها لصحة الإنسان ويعلمون الكثير عن فوائدها.
فهي غذاء للجسم والعقل معًا ، وتمد الإنسان بالطاقة اللازمة للقيام بمختلف الأعمال ، وهي وقاية وعلاج ؛ وهذه الفوائد وغيرها يمكن للإنسان أن يحصل عليها لو حافظ على الصلاة ، وبذلك فهو لا يحتاج إلى نصيحة الأطباء بممارسة التمارين ؛ لأنه يمارسها فعلاً ما دامت هذه التمارين تشبه حركات الصلاة .
**** ومن هذه الفوائد الصحية والعلاجية : -
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { عليكم بقيام الليل فأنه دأب الصالحينقبلكم ومقربة لكم الى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الأثم ومطردة للداء عن الجسد }
1 - تعتبر كثرة السجود بمثابة التمرين اليومي المنتظم لمركز التحكموالمنظمات في الجسم من بين تلك المراكز ( مراكز التحكم في ألا وعيهالدموية الموجودة بالمخ وتوجد منظمات هذه الاوعيه بالشريان الأورطيوالشريان السباتي ونظيره الأيسر فيؤدي إلي زيادة كفاءتها في تنظيم الدورة الدم ويه وبالتالي يستطيعالجسم أن يواجه أي تغيرفي وضعه أو اهتزاز دون الأصابه بالدوار .(
2 - يتعرض الإنسان خلال اليوم لمزيد من الشحنات الكهربائية الساكنة منالغلاف الجوي وهي تترسب على الجهاز العصبي ولا بد من التخلص منها وقد وجد أن وضعالسجود هو أنسب الأوضاع للتخلص من هذه الشحنات لأنه بمثابة توصيل الجسم بالأرض التي تبددها وتمتصها تماما
3 - يساعد السجود على نظافة الجيوب الأنفية بسحب إفرازاتها وتقل فرصهالتهاب هذهالجيوب ويساعد على تصفية الجيوب الفكية.
4 - يزداد تورم الدم إلي المخ أثناء السجود فيزداد ارواؤه وبالتالييحصل على ما يلزمهمن مواد غذائية وأوكسجين ويؤدي وظيفته على أحسن وجه .
5 - يساعد على تخفيف الاحتقان بمنطقه الحوض وبالتالي يساعد على الوقاية من الاصابه بالبواسير وحدوث الجلطات بالأوردة ( 5 (
6 - يؤدي السجود إلى نوع من الزفير ( إخراج الهواء الاضطراري ) وهذاالزفير يؤدي بدوره إلى خروج الهواء الراكد أملئ بثاني أكيد الكربون ) من الرئتين ليستقبلهواء جديد يبعث الحيويةوالنشاط كما أنه يؤدي إلى طرد الإفرازات من الشجرة الشعبية
7 - يساعد على مرونة مفاصل الجسم خاصة العمود الفقري ويحميها منالخشونة والتيبس وهو بمثابة تدليك خفيف لجميع عضلات الجسم تقريبا كما أنه يساعدعلى عودهالدم الوريدي إلى القلب فينشط الدورة الدموية
8 - ومن فوائد الصلاة أنها تقوي عضلات البطن لأنها تمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى البدانة و الترهل ..فتمنع تشوهات الجسم وتزيد من رشاقته ..
9 - والصلاة بحركاتها المتعددة تزيد من حركة الأمعاء فتقلل من حالات الإمساك وتقي منه ، وتقوي كذلك من إفراز المرارة ..
10 - وضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابعالقدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ ، وذلك كأثر تدليك أصابع الأقدام تماما ، مما يشعر بالاسترخاء والهدوء ..
11 - والسجود الطويل يؤدي إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعيةفي الجسم كله ، ويعمل على تدفق الدم إلى كل أجهزة الجسم.
وكذلك من فوائد الصلاة :
* - تحسين عمل القلب. * - توسيع الشرايين والأوردة، وإنعاش الخلايا. * - تنشيط الجهاز الهضمي، ومكافحة الإمساك. * - إزالة العصبية والأرق. * - زيادة المناعة ضد الأمراض والالتهابات المفصلية. * - تقوية العضلات وزيادة مرونة المفاصل. * - إزالة التوتر والتيبس في العضلات والمفاصل، وتقوية الأوتار والأربطة وزيادة مرونتها. * - تقوية سائر الجسم وتحريره من الرخاوة. * - اكتساب اللياقة البدنية والذهنية. * - زيادة القوة والحيوية والنشاط. * - إصلاح العيوب الجسمية وتشوهات القوام، والوقاية منها. * - تقوية ملكة التركيز، وتقوية الحافظة )الذاكرة(. * - إكساب الصفات الإرادية كالشجاعة والجرأة. * - إكساب الصفات الخُلقية كالنظام والتعاون والصدق والإخلاص.. وما شابه ذلك. * - تشكل الصلاة للرياضيين أساسًا كبيرًا للإعداد البدني العام، وتسهم كثيرًا في عمليات التهيئة البدنية والنفسية للاعبين ليتقبلوا المزيد من الجهد خصوصًا قبل خوض المباريات والمنافسات.
* - الصلاة وسيلة تعويضية لما يسببه العمل المهني من عيوب قوامية وتعب بدني، كما أنها تساعد على النمو المتزن لجميع أجزاء الجسم، ووسيلة للراحة الإيجابية والمحافظة على الصحة.
* - إن الصلاة تؤمِّن لمفاصل الجسم كافة صغيرها وكبيرها حركة انسيابية سهلة من دون إجهاد، وتؤمِّن معها إدامة أدائها السليم مع بناء قدرتها على تحمل الضغط العضلي اليومي. وحركات الإيمان والعبادة تديم للعضلات مرونتها وصحة نسيجها، وتشد عضلات الظهر وعضلات البطن فتقي الإنسان من الإصابة بتوسع البطن أو تصلب الظهر وتقوسه. وفي حركات الصلاة إدامة للأوعية الدموية المغذية لنسيج الدماغ مما يمكنه من إنجاز وظائفه بشكل متكامل عندما يبلغ الإنسان سن الشيخوخة.
* - والصلاة تساعد الإنسان على التأقلم مع الحركات الفجائية التي قد يتعرض لها كما يحدث عندما يقف فجأة بعد جلوس طويل مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انخفاض الضغط، وأحيانًا إلى الإغماء. فالمداومون على الصلاة قلما يشتكون من هذه الحالة. وكذلك قلما يشتكي المصلون من نوبات الغثيان أو الدوار.
* - وفي الصلاة حفظ لصحة القلب والأوعية الدموية، وحفظ لصحة الرئتين، إذ إن حركات الصلاة تفرض على المصلي اتباع نمط فريد أثناء عملية التنفس مما يساعد على إدامة زخم الأوكسجين ووفرته في الرئتين. وبهذا تتم إدامة الرئتين بشكل يومي وبذلك تتحقق للإنسان مناعة وصحة أفضل.
* - والصلاة هي أيضًا عامل مقوٍ، ومهدئ للأعصاب، وتجعل لدى المصلي مقدرة للتحكم والسيطرة على انفعالاته ومواجهة المواقف الصعبة بواقعية وهدوء. وهي أيضًا حافز على بلوغ الأهداف بصبر وثبات.
هذه الفوائد هي لجميع فئات الناس : رجالاً ونساء، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً ، وهي بحق فوائد عاجلة للمصلي تعود على نفسه وبدنه ، فضلاً عن تلك المنافع والأجر العظيم الذي وعده الله به في الآخرة.
** - كما أن الصلاة وسيلة وقائية وعلاجية ينتفع منها جميع الفئات على السواء؛ لأن الصلاة تعني ضرورة استرجاع آيات القرآن والأدعية المأثورة والأذكار بشكل مستمر. وهذا الاسترجاع الدائم للنصوص والمعلومات يعد من أفضل الوسائل العلاجية الوقائية التي تحول دون وقوع المسنين في شرك العته والنسيان والإصابة بمرض الخرف. قال الله تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
** - فوائد الصلاة البدنية للحامل
المرأة والولادة والتمارين : ، فالأطباء عامة ينصحون كل حامل بممارسة هذه التمارين، ولا يكاد مستشفى للولادة يخلو من بعض الرسوم والصور التي توضح بعض هذه التمارين.. بأن مضاعفات الحمل وعدد الولادات القيصرية وتهتك الأنسجة أثناء الولادة يكون أقل لدى السيدات اللاتي يمارسنها بالمقارنة بغير الممارسات.
إذا كان لا بد من ذكر بعض الفوائد البدنية التي تكتسبها المرأة الحامل من الصلاة ، فهذه أهم الفوائد البدنية والنفسية :
· تُكسب مرونة لمعظم أعضاء وعضلات الجسم، وتسهل حركة العمود الفقري مع الحوض مفصليًا للمحافظة على ثبات الجسم واعتدال قوامه.
· تنشيط الدورة الدموية في القلب والدماغ والشرايين والأوردة، مما يساعد في توصيل الغذاء إلى الجنين بانتظام عبر الدم، ويساعد أيضًا في نمو الجنين نموًا طبيعيًا.
· المحافظة على مرونة مفاصل الحوض وعضلات البطن حيث لها أكبر الأثر في قوام الأم الحامل.
· تحسين النغمة العضلية.
· رفع المعنويات وإكساب الثقة بالنفس، والسيطرة على الجسم، والقدرة على التركيز.
. إن السيدة الحامل - كما هو معتاد دائمًا وخاصة في الشهور الأخيرة - تكون مثقلة بالجنين، ولكن عندما تؤدي الصلاة فإن حركاتها تساعد على نشاط الدورة الدموية وعدم التعرض لدوالي القدمين، كما يحدث لبعض السيدات.
. إن معظم شكوى الحوامل هي عسر الهضم مما يجعل الإحساس بالانتفاخ والتقيؤ صعب الاحتمال ، وفي الصلاة : الصحة بإذن الله والتغلب على عسر الهضم الذي يصاحب الحوامل، فالركوع والسجود يفيدان في تقوية عضلات جدار البطن، ويساعدان المعدة على تقلصها وأداء عملها على أكمل وجه.
. كما أنه في الأسابيع الأخيرة للحمل هناك تمرينات تشبه تمامًا الركوع والسجود أثناء الصلاة، وهذه مهمة جدًا لدفع الجنين خلال مساره الطبيعي في الحوض كي تتم ولادة طبيعية بإذن الله .
وهذه الفوائد والمنافع التي تجنيها الحامل من صلاتها تعود عليها بالنفع أيضًا وقت الولادة ، حيث تساعدها في تخطي هذه العملية بكل يسر وسهولة، وإنهائها في أقصر وقت ممكن بسبب ثقتها بنفسها وسيطرتها على جسمها، وقدرتها على التركيز طوال العملية بدلاً من الخوف والصراخ والحركات الفوضوية.
******* أثر الصلاة كعلاج :
- في الصلاة يتم تشغيل أجزاء الجسم التي لا يستخدمها العامل في عمله أو الموظف في مكتبه، ومن ثَم لا تهبط نغمتها العضلية، ولا تفقد اتزانها العضلي على الجانب الآخر. كما أن التناوب بين العمل والصلاة يبعد العامل أو الموظف عن التعب والإعياء الفكري والجسدي.
- كما أن الصلاة إلى الصلاة تصلح ما فسد بينهما من جسم العامل أو الموظف بسبب أوضاع المهنة ، أو بسبب الجلوس الطويل ، الذي لو ترك دون علاج لازداد واستفحل وأصبح عيبًا وتشوهًا قواميًا.
- فمن الحركات التي تعد وقاية وعلاج لتشوه انحراف الرأس : حركة التسليم في الصلاة. ونلاحظ أن هذه الحركة هي واحدة من الحركات التي يصفها الأطباء كعلاج؛ ذلك لأن حركة لف الرأس يمينًا ويسارًا في التسليم، تخلص الرقبة - الحاملة للرأس - من التيبس وتساعد على زيادة مرونة فقرات العمود الفقري العليا في الرقبة وتمنع تصلبها والتصاقاتها ومن ثَم تمنع حدوث انحرافات في الرأس ، خاصة أن هذه الحركة تتكرر في خمس أوقات على مدار اليوم.
وكون حركة التسليم وقاية وعلاج لمثل هذه الانحرافات فهي إحدى الفوائد البدنية المصاحبة للفوائد الروحية للصلاة المقصود منها العبادة. ويستفيد المصلي الفائدة البدنية من التسليم بطريقة تلقائية دون انتباه منه ودون أن يلقي لذلك بالاً.
- كذلك من الحركات التي تعد وقاية وعلاج لتشوهات القوام مثل: انحناء الظهر أو تحدبه ، والانحناء الجانبي ، والتجوف القطني ، واستدارة الكتفين وتسطح الظهر، وتفلطح القدم : الركوع ، والسجود، ورفع اليدين، والنزول والقيام، والجلوس. فمثلاً؛ ميل الجذع للأمام في الركوع والسجود يساعد على تمدد فقرات العمود الفقري وتباعدها عن بعضها البعض، وإن طول العمود الفقري يزداد بضعة سنتمترات في الركوع والسجود عن طوله في الوقوف - وهذا يؤمن للعمود الفقري المرونة اللازمة ويمنع التيبس فيه، ومن ثَم يمنع من حدوث مثل هذه التشوهات ، وكذلك يفيد في علاجها. وهذا يفسر قلة نسبة الإصابة بمثل تشوه انحناء الظهر أو تحدبه مثلاً عند المصلين بالمقارنة مع غيرهم وخاصة من غير المسلمين.
- كذلك حركة رفع اليدين في الصلاة التي يكررها المصلي عددًا كبيرًا من المرات في اليوم؛ ففيها تقوية عضلات الصدر والكتفين، وزيادة مرونة مفصل الكتف، وكذلك تحسين الهيئة في الحزام الكتفي وأعلى الجسم. وأثناء السجود ووضع الكفين على الأرض يتم إرجاع الكتفين إلى الخلف، وهذا جميعه يمنع من الإصابة بتشوه استدارة الكتفين وتسطح الصدر ويفيد في علاجه. وهناك تمارين علاجية يصفها الأطباء لمن لديه مثل هذا التشوه الغرض منها هو الحصول على هذه الفوائد.
وهكذا تتأكد تلك الفوائد البدنية التي قدَّر الله أن يحصل عليها المصلي عاجلاً في الدنيا بالوقاية من مثل هذه التشوهات أو علاجها وفوائد أخرى غير ذلك، فضلاً عما سيناله المصلي في الآخرة من أجر ومثوبة مقابل أدائه لهذه العبادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبالله التوفيق.
[/size][/size]
[/size]
الولهان عضو مميز نشط
الجنس : عدد المساهمات : 615نقاط : 11422السٌّمعَة : 12مواضيع مميزه : 0تاريخ التسجيل : 27/03/2010نقاط المسابقات : 220