اليوم كنت أبحث عن أمر ..
فأستوقفتني كلمات للإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد ..
يقـــول فيــها :
هجر القرآن أنواع :
أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه ، وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها
، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به .
وإن كان بعض الهجر أهون من بعض . انتهى كلامه – رحمه الله – .
:
لنتأمـــل رعاكم الله وغفر لنا بعض هذه الفواصل التي سأذكرها ..
..............................[ (1) اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ] .......
كم مره في هذا الأسبوع قرأت كلام الله ؟
كم عمــل كنت ستقدم عليه و تذكرت كلام الله فيه وتقفت عن عمله
لأجل إرضاء الله و تطبيقاً لقوله سبحانه وتعالى إن كان محرماً ؟
﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ ] الفرقان: 30 [
صفحه واحدهـ فقط إقرئها فلن تكلّفك شيء
بل ما أعظمها من أجور سوف تحصدها في ثواني معدوده ..
1} حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ،
والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن
.: ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف )
. (صحيح الجامع 6469)
2} عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال
: ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الآترجه يعني إفرنج ريحها طيب
وطعمها طيب ومثل القرآن ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمر
لا ريح لها وطعمها حلو) متفق عليه.
.....[ (2) تعاهدوا القرآن ] ................................
قال صلى الله عليه وسلم : ( تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده له أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) متفق عليه.
كم حفظنا من سور و آيات واليوم لا نذكر منها سوى القليل إلا من رحم ربي ؟
أضعنا ما حفظنا من كلامه تبارك وتعالى ..
لتقصيرنا في مراجعة حفظه و تدبر معانيها ..
لما لا يكون لنا جلسه بعد صلاة الفجر مع القرآن نتدارسه
و نبحث فيه نتدبر معانيه و نقف عند حرامه وحلاله و نعمل بها ..
1} عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار
ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ). (البخاري ومسلم)
الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة .
2} قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال
: ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )
. (صحيح مسلم)
( يرفع بهذا الكتاب ) : أي بقراءته والعمل به ( ويضع به )
: أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه .
الحديث في كلام الله يطول و لا يمّل منه ..
أرجوا من الله أن يجعلنا ممن يقرأه ويتدبره و يعمل به