أهمية الصدق في حياة المسلم
الصدق خلق عظيم من أهم أخلاق المسلم
وصفات الداعية إلى الله تعالى وهو
الأساس الذي قام عليه هذا الدين
العظيم وهو ما عرف به
عليه الصلاة والسلام في مكة
فما كان يُعرف حينئذ الا بالصادق
الأمين وهو ايضاً ما يُعرف به الانبياء
والمرسلون (عليهم السلام) وقد أثنى
الله تعالى على أنبيائه ووصفهم
بالصدق فقال:
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ
كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا))
، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعدِ
وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا))
، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ
إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)).
والصدق كما عرّفه الامام ابن القيم
(رحمه الله) في مدارج السالكين
(هو منزلة القوم الاعظم، الذي
فيه تنشأ جميع منازل السالكين،
والطريق الأقوم الذي من لم يسر
عليه فهو من المنقطعين الهالكين،
وبه تميز أهل النفاق من أهل الايمان،
وسكان الجنان من أهل النيران،
وهو سيف الله في أرضه الذي ما
وضع على شيء الا قطعه،
الصدق دليل على الايمان والتقوى.
الصدق يؤدي إلى الخير وحسن العاقبة،
قال تعالى
((فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا
اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ)).
الصدق دليل على البراءة من النفاق
الصدق يؤدي إلى الجنة وينجي من النار
كما مر في حديث عبد الله
بن مسعود المتفق عليه.
الصدق ينجي العبد من اهوال القيامة
، فقد أخبر الله تعالى انه في يوم القيامة
لا ينفع العبد وينجيه من العذاب الا صدقه
الصدق يورث الطمأنينة
والراحة النفسية،
الصدق يورث منازل الشهداء
الصدق يورث محبة ومعية الله تعالى
فمن اراد ان يكون الله تعالى معه
ويحبه فليلزم الصدق فإن
الله تعالى مع الصادقين
الصدق يورث البركة في كل شيء،
فقد روى البخاري ومسلم انه
عليه الصلاة والسلام قال
(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن
صدقا بورك لهما في بيعهما
وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)
حتى قيل ما افتقر تاجر صدوق.
صدق اللسان: فالمسلم اذا حدّث لا
يحدث بغير الحق والصدق واذا اخبر
فلا يخبر الا بما هو مطابق للواقع
الصدق في المعاملة: فالمسلم اذا عامل
أحداً صدقه في معاملته فلا يغشه
ولا يخدعه ولا يزور ولا يغرر بحال
من الاحوال وهو ايضاً يصدق
في النصيحة والاستشارة.
الصدق في النية والارادة: ويرجع
ذلك إلى الاخلاص وهو الا يكون
لديه باعث في الاقوال والافعال والحركات
والسكنات الا الله تعالى، فاذا خالط
ذلك شيء من حظوظ النفس
أثر ذلك في صدق نيته.
الصدق في العزم: فينبغي للمسلم
ان لا يتردد في فعل ما ينبغي فعله
من الواجبات والمأمورات والمستحبات
وترك ما ينبغي عليه تركه من المحرمات
والمحظورات والمكروهات وان يكون
صادقاً في عزمه على ذلك.
صدق الحال فالمسلم الصادق لا يظهر
خلاف ما يبطنه ولا يتظاهر بما
ليس فيه من التقوى والاخلاص ول
ا يتكلف ما ليس له قال عليه
الصلاة والسلام
(المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)
رواه البخاري ومسلم..
فالصدق موافقة
الحق في السر والعلانية
الصدق في جميع مقامات الدين:
وهو اعلى الدرجات واعزها كالصدق
في الخوف والرجاء والتعظيم
والزهد والرضا والتوكل والخشية
والصبر والخوف وغيره..
نسال الله تعالى ان يرزقنا الصدق
في القول والعمل والاعتقاد
وان يثبتنا على ذلك.