رياح شرقية
الفوز الذي أنقذ الهلال
محمد الشيخ
لست أبالغ إن قلت بأن الفوز الذي حققه الهلال يوم أمس الأول على النصر في نصف نهائي كأس ولي العهد هو أهم فوز يحققه الفريق هذا الموسم، بل لا أجد نفسي مغالياً إن قلت إنه بمثابة بطولة وأكثر. ليس لأنه جاء على حساب الغريم النصراوي، ولا لأنه نقل الفريق للمباراة النهائية، ولا لكونه قد وضع أحد قدمي الفريق على منصة التتويج بالكأس، وإنما لأنه سحب رأس "الزعيم" من بين المقصلة.
لقد دخل الهلاليون المباراة وهم يدركون -بالفعل- أنهم أمام خياري أكون أو لا أكون؛ بكل ما تعنيه العبارة من معنى، فالخسارة كان من شأنها أن تعصف بحظوظ الفريق ليس في كأس ولي العهد بل حتى في بطولة الدوري ودوري أبطال آسيا، وأعظم من ذلك فالهزيمة من النصر كان يمكن أن يرتد آثار زلزالها في غير اتجاه، ما قد يتسبب حتى في الإطاحة بكل أركان الفريق.
لقد كانت المباراة بمثابة القشة التي لو وضعت على ظهر "البعير" لأسقطته، فالهلال لم يكن يتحمل في هذا التوقيت خسارة كهذه؛ خصوصاً بعدما خسر من ساباهان الإيراني، وفرطت منه نقاط مهمة في الدوري، وتنتظره مباريات في الاستحقاقين قد تحدد مصيره فيهما، ولذلك كان الفوز بمثابة الخروج من عنق الزجاجة.
الفوز على النصر أراح إدارة النادي، وطمأن الجهاز الإداري، وأمن كثيرا على المدرب كالديرون، وأنقد بعض اللاعبين؛ لكنه لم ينه المشكلة، وإن عالج كثيراً منها، وإلا فإن مواجهة الغرافة القطري والاتحاد المقبلتين في البطولة الآسيوية وفي الدوري لا يقلان أهمية عن مواجهة النصر؛ لكن الفرق أن المواجهة الأخيرة كانت بمثابة تعبيد الطريق إليهما.
الكرة حالياً عادت لملعب الإدارة الهلالية بعدما كانت في مكان آخر، وبالتالي وجب عليها أن تعيد ترتيب خطتها، وأن تعمل على حلحلة الأمور وبشكل سريع، فثمة أخطاء في مكان ما، فالهلال ليس هو الهلال، وأجزم بأن مسيريه يدركون ذلك ولا يرضون به، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه سيبقي الفريق في دائرة الخطر دائماً، وأي سقوط هنا أو هناك سيجعل الأمور أكثر تعقيداً، بل قد يدخل الفريق في طريق اللاعودة.
أكثر ما يهدد مسيري الهلال حاليا هو أنهم يدركون جيداً أن ثمة حالة غليان في المدرج "الأزرق"، وإن كان على نار هادئة. صحيح أن الفوز على النصر قد برّد النار كثيراً، لكنه لم يطفء الموقد، ولن يطفئه إلا الفوز على الغرافة، والخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد سواء بالفوز أو حتى بالتعادل، وهو ما يجعل الأمور معقدة جداً.
شخصيا قد أجد نفسي متعاطفاً مع الإدارة الهلالية التي تعرف أنها لا يمكن أن تضلل جماهيرها بألاعيب إعلامية؛ عبر تصريحات عاطفية، أو احتجاجات صارخة، أو اتهامات جوفاء، كما يفعل البعض؛ إذ لا يرضي هذه الجماهير سوى البطولات، حتى لو لعب فريقها ألف بطولة في آن واحد، وذلك قدر كل من يسعى لتولي زمام الأمور في "الزعيم"، وهو ما يدركه جيداً الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومعاونوه. الذين أرى أعينهم تارة مصوبة نحو الفريق وأخرى ناحية الجمهور، وما أصعبها من حالة!.