تعرض الهلال أمام الغرافة القطري "ايابا" الى حملة تشويه كبيرة لم تكن من صنع المنافسين وبعض الاقلام التي تعودت على النيل منه وتتمنى سقوطة في اي لحظة حتى وان حمل لواء تمثيل الوطن أسوة بشقيقه الشباب، انما كانت من صنع اللاعبين والمدرب والادارة، وعندما نقول اللاعبين فإنهم ذهبوا الى الدوحة وهم كالطواويس يرون الفريق القطري فريقا مهللا وفاقدا للأمل، لذلك شاهدنا فوضى زرقاء ليس لها مثيل، وشرودا ذهنيا وعدم انضباطية في تأدية الادوار وتعرض الفريق للحظات "اختطاف" طيلة وقت المباراة، لولا العناية الالهية التي انقذته من كارثة كادت ان تشوه تاريخه وتضع في ملف إدارته ولاعبيه ومدربه المتغطرس نقطة سوداء، وما فعله ياسر القحطاني وعيسى المحياني اشبه بالصدمة الكهربائية التي جعلت الفريق يفيق بعض الشيء ويحفظ ماء الوجه بتأهل لن يكون مفرحا مالم يعقبه اللعب على النهائي الآسيوي، اما غير ذلك فسيستمر كابوس الغرافة جاثما على صدور الهلاليين وكل محب للكرة السعودية.
مدربه البلجيكي جيرتس الذي امتدحناه من قبل لحرصه على الانضباط ومنح الفرصة لبعض الاسماء الشابة فيبدو انه كان شغوفا للمغادرة الى المغرب لذلك رأيناه وقد فتح الممرات امام هجوم الغرافة الذي قام بغارات شلت التركيز الازرق وافقدته هيبته وقدمته لقمة سائغة، ويبدو انه اراد ان يطبق المثل "إذا كنت رايح كثر الفضائح" أو انه اشبه بذلك الذي لايصحو إلا عندما يتعرض لضربة تجعله يفيق من غطرسته، واذا كان الفريق سيظهر بالصورة ذاتها امام ذوب آهن فعلى البلجيكي الرحيل غير مأسوف عليه حتى يسلم الفريق من غطرسته التي انتقلت لبعض اللاعبين.
وبالنسبة للادارة وان كنا فيما مضى نشيد بعملها ومحاولاتها في التغلب على الكثير من الازمات إلا انها كادت أن تدفع ثمن الثقة المفرطة بضمان التأهل في لقاء الرياض بسبب أنها لم تحصن اللاعبين من الثقة المفرطة وتنبه المدرب بغدر الكرة، فضلا عن تعاملها مع قضية المستحقات المتبقية للمهاجم الفريق ياسر القحطاني التي استغلها البعض للتأثير على الفريق وعلى معنويات اللاعب الذي وان كان مطالبا بالعطاء والتألق كما هو الحال لأي نجم إلا انه لايلام عندما يتراجع عطاءه لاسباب تدركها الادارة قبل غيرها، ونظن أنها امام خيارين لاثالث لهما، منحه مستحقاته حتى يتفرغ ذهنيا للاداء وخدمة الفريق بالصورة التي تأملها الجماهير، او اعلان عدم القدرة على تسديد المبلغ ومن ثم طرح الامر على طاولة اعضاء الشرف والشريك الاستراتيجي "موبايلي" عسى ان يساهموا في حل هذه الازمة، صحيح ان الفريق تجاوز المهم ولكن بقي الاهم والأخطر امام ذوب آهن الايراني الذي ينتظر الوفادة الهلالية على ارضه حتى يأخذ نصيبه قبل ان يخوض الاياب في الرياض.
ايضا من المآخذ على الهلاليين جميعا الاحتفال بعد مواجهة الذهاب وتجاهل ان المشوار لم ينته والتأهل لم يحسم اضافة الى سوء الاعداد النفسي عكس التحضير القطري الجيد على الرغم من الخسارة الثقيلة في الرياض، وعلى هذا الاساس ظهر البطء والغرور على اداء بعض اللاعبين خصوصا الفريدي التي اصبحت تصرفاته وطريقة لعبه تخدم الخصم أكثر من خدمة فريقه.
فهل بعد رباعية الغرافة نشاهد يقظة هلالية لاتنام إلا على وسادة البطولة الاسيوية، ام كالعادة "يخبصها" جيرتس على رؤوس الهلاليين ويطير الى كازا ويجعل عشاق "الزعيم" يعضون اصابع الندم؟