ها قد انقضى رمضان
مازن السديري
وعلى وشك انقضاء شهر المحبة والغفران حيث تمارس سنن تعيد تذكير العقل بأخلاقيات انسانية تدعوه للاستقامة في عمله ونشاطه.. الى أن رمضان كان شهر تغيرات اقتصادية وإن كانت تختلف في سببها وجوهرها من تضخم داخلي لأسباب استهلاكية إلى أحداث عالمية, ولكن يبقى الأساس في هذا الشهر العبادة والقدرة على العمل وعدم جعل كل ذلك حججا للتهاون، بالإضافة إلى تعرفك في هذا الشهر على عادات صيام طريفة وغريبة.
في أحد دول العالم العربي أتذكر رؤية أحد العمال يدخن السيجارة خلال ظهر رمضان بضجر شديد، عند رؤية ذلك المنظر اعتقدته من الأقلية المسيحية، فجأة ناداه أحد المارة (يا محمد) حيث تأكدت أنه مسلم.. سألته لماذا أنت ضجر ومتعب وأخوانك صائمون وغير ضجرين مثلك.. فأجاب بأنه صايم.
قلت: تدخن وأنت صايم؟.. أحسست أن سؤالي أثار استغرابه وبعلاقة التدخين بالصيام.
قال: غريب أمرك, طبعا مضجر لحد ما يأذن ونشرب الشاي.. اتضح لي أن أغلب أهل تلك البلدة لديهم هذه القناعة وأنهم يتسلون بالتدخين خلال الصيام كما يتسلى أغلب الصائمين بالسواك.
وفي بعض الدول غير المسلمة يرون حالة الكسل التي تعتلي العامل المسلم لدرجة أنهم يسمون شهر رمضان (شهر أغسطس الإسلامي) حيث التشابه في الكسل والخمول, وأتذكر رجلا أوروبيا كان يعمل لديه عامل مسلم.. كان العامل قد ادعى أنه يحرم على المسلمين خلال الصيام حمل البضائع أو الحركة الكثيرة مع جواز شرب الماء إذا اشتهى.. أتذكر أن العامل عندما اكتشف أني مسلم خاف من أن أفضحه لدى صاحب المحل الأوروبي, وأتذكر عاملا آخر أوهم رئيسه الأوروبي بأن رمضان ثلاثة أشهر كي لا يعمل كثيرا.. وهناك العديد من صور النصب والتحايل للأسف.
برغم أنه خلال هذا الشهر حدثت أهم الانتصارات للأمة مثل (بدر) و (حطين) الى أن البعض لا يقرأ الحكمة في العمل والاجتهاد وطيب النفس خلال هذا الشهر.. يوشك الشهر أن ينتهي وأسأل الله أن يجعل للسادة القراء الكثير من الأجر والثواب.